” الساخر كوم ”
وللمصائب العظام أفضال كثيرة لا يدرك كنهها إلا من أوتي سبراً للأحوال دقيق .
فالمصيبة العظيمة تذهلك عما دونها ، وتجعل قلبك صلداً صلفاً يتحمل كل شتات .
ولذا فإن تلك الصحابية العظيمة عندما نبئت بُعيد غزوة أحد بمصرع زوجها وأخيها وأبيها ما كان لها إلا أن قالت : فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!!
قالوا : – خيراً يا أم فلان ، هو بحمد الله كما تحبين .
فقالت : – أرونيه حتى انظر إليه !!
فأشير إليها ، حتى إذا رأته قالت : –
( كل مصيبة بعدك جلل) . – تريد صغيرة !!
وأما أختها بالإيمان فهي أم سعد بن معاذ : – ففي نفس هذه المعركة – أحد – جاءت أم سعد بن معاذ ، وسعد آخذ بلجام فرسه ،فقال سعد : يارسول الله أمي !!
فقال عليه الصلاة والسلام :مرحباً بها . ووقف لها فلما دنت عزاها بابنها عمرو بن معاذ .
فماذا قالت رضي الله عنها ؟!!
قالت : – أما إذ رأيتك فقد اشتويت المصيبة . – أي استقللتها –
ولذا فقد أوصانا حبيبنا عليه الصلاة والسلام حين نصاب بمصيبة أن نتذكر مصابنا به عليه الصلاة والسلام وفدته الأرواح والمهج .
وقد فطن لفضل عظائم المصاب شاعر أعرابي فقال ذات فرح بحزن : –
لقد عزى ربيعة أن يوماً *** عليها مثل يومك لن يعود .
هل سرق المعنى ؟!!
لا أظن .. فقريحة العرب فياضة عند الأحزان !!
وأعود لأتساءل بما أجبتُ عنه قائلاً : ماذا لو لم يحتل اليهود فلسطين ؟!!
الحق أن كل مصيبة بعد فلسطين جلل – أي صغيرة – .
فالعراق وأفغان والشيشان وكشمير وبورما وغيرها، مضافٌ إليها جلد الفاجر وعجزالمؤمن ، مخلوط كل هذا بخيانات وعلى مستويات عالية من العمالة .. كل هذا جعلت منه مصيبتنا بالأقصى أنه مجرد تداعيات ،ونصال تتكسر على النصال !!
فهل بعد هذا لا نشكر الأرض المباركةحتى في مصائبها !!
=====================
ممتعض الضاحك بما ليس منه !!
Archived By: Crazy SEO .
0 التعليقات
إرسال تعليق