” الساخر كوم ”
وأما تذكري لعلي بن أبي طالب فكان لتذكري كلمة قالها عندما سمع العسكر في “الجمل ” قد رج بصوت واحد !!
فقال : ما هذا ؟!!
فقيل له : يلعنون قتلة عثمان !!
فرد –وكأني أنظر إلى أساه – قائلاً : اللهم العن قتلة عثمان !! “ولقد طاش عقلي يوم قتل عثمان وأنكرت نفسي ” !!
نعم مفردة “طاش عقلي ” ..تذكرتها وشعرت بمرارتها وأنا أرى عدداً من أهل المقت يفجرون مبنى الأمن العام في بلادي !!
واليوم ولأول مرة منذ هجمة سبتمبر ،سيلغ قلمي في هذه الفتنة العمياء ..أسأل الله حسن العاقبة والخروج بسلام !!
لكنني وإن سكت دهراً ، فلن أنطق هجراً ، ولن أخوض في عموميات ، ففي الفتن يجب التفصيل .
لن أتحدث عن أي أحد ، ولن أفسق أحد ، ولن أجعل أحدا خارجياً وآخر سلفياً ..إلا “فكرة تفجير الأمن العام ” ومن قام بها!!
فهذه واضحة وضوح الشمس ، ومن يؤيدها فهو آثم قلبه ، أسودٌ صدره ، خسيس فهمه !!
وبما أن علماءنا قد ارتاحت أنفسهم لوصف هذه الشرذمة بالخوارج ،بعد حادثة الأمن العام ،فإن نفسي تطيب لذلك أيضاً .
والحق بأن القول الوسط ، والحق الصراح ، والحديث الواضح ، قد أفسده علينا الجاميون بتجيمهم المقيت !! فما أن تنصح هؤلاء حتى يصدروا بصوت واحد : جامي ..جامي !!
ولو أن الجاميين كفونا ألسنتهم لصار لأهل الحق ، وترسانة العلم ، مهمة أسهل من هذه !!
من التاريخ
هذه معادلة خارجية قديمة .. تقول أن : عبدالرحمن بن ملجم .. قاتل علي بن ابي طالب ..يقتل حرابةً ..فتقطع يمينه ..وهو يذكر الله …وتتبع يساره ..وهو يذكر الله ..وتسمل عينيه ..وهو يذكر الله ..وحينما أرادوا قطع لسانه انتفض !!! فسئل عن هذه الانتفاضة فقال : أحببت ألا يزال فمي بذكر الله رطباً !!
يناسبها حاضراً : ما فعلته جماعة الخبر من استيلاء على منشأة بترولية ،بحجة ذهاب أموال النفط للغير ، وبناءً على هذا فيجب إزالتها من وجود الله !!
من التاريخ
أهل العراق يسألون ابن عباس عن قتل ذباب الحرم !!
وابن عباس يرد عليهم : قاتلكم الله يا أهل العراق ..تقتلون الحسين وتسألون عن ذباب الحرم !!
يناسبها حاضراً : من يتورع عن حلق لحيته ، ولا يتورع عن حلق رقاب الناس !!
حِمى الفكرة
الآن استوت على الجودي بالنسبة لما أريد أن أقوله وأشرحه !!
حديثي الآن هو عن النفسية الخارجية ،وطريقة تكوينها ، وكيفية تعاطيها مع الحياة . فالله اسأل كل توفيق وسداد .
النفسية الخارجية : نفسية الخارجي نفسية بحق غريبة ، تستدعي لذهنك ، وللسانك وعلى الفور ،قسم الله الخالد ” ونفس وما سواها ” !!
فهي نفسية تجعل الحليم حيرانَ عقله ، والعاطفي سكرانَ عاطفته !!
كيف لا وهي شخصية نحقر صلاتنا عند صلاتها ، وصيامنا عند صيامها ، وقوة أخذها للدين عند هشاشة أخذنا له !!
لكن ومع كثير تأمل ،نعلم بأن الله لا يعذب أحداً ظلما ، ولا يرمي بالنار قهراً ،وإنما تقديم يد ، وعدل رب !!
مع طول تأمل للتدين الخارجي وجدت أنهم لا يأخذون الإسلام كما يأخذه المسلمون “استسلاما لله ” وخضوعاً لأمره وأمر نبيه عليه الصلاة والسلام ، وإنما يأخذونه كـ “ملكية فكرية” !!
وهذه سأشرحها .. الخارجي يرى الإسلام كأحد مقتنياته ، ولأنه حاد المزاج ، يميني الأخذ ، فهو يدافع عنه لأنه له ، ويلبسه ما أحسنه له عقله من لباس ، فحدية مزاجه معه منذ ولد ،فلو كان رياضيا فلن تأخذه في الهلال السعودي لومة لائم ، ولو كان تاجراً فتجارته هي الأنسب ، وعندما ابتلانا الله بتدينه أراد لنا إسلامه الذي اقتناه ، ومن سيء عقله قدمه لنا!!
سئل علم الزمان الشيخ “سفر الحوالي” : أيهما أشد خطراً على الناس ، الإرجاء أم الغلو ؟!!
فأجاب حفظه الله : الغلو !!
والعلة كما شرحها : أن الناس ينظرون إلى المغالي أنه أشد تمسكاً بالدين ، وأقوى أخذاً له !! أما أهل الإرجاء فإن الناس ينظرون إليهم كمفرطين !!
وهنا محك الفرس لتأييد كثير من الناس لهؤلاء الفسقة !! – وأي فسق أكبر من سفك دماء الأطفال الأبرياء- !!
فكثير من بسطاء التفكير يظنون بأنهم يخونون الله ،وأماناتهم ، والإسلام ،إذا ما أيدوا هؤلاء القتلة !!
فيشعرون بتأنيب ظمير شديد إذا حادوا عن تأييد كل من قال : إسلام !!
وفي المقابل ..فإن هؤلاء الجهلة من الخوارج ليس لهم ترمومتر معين في التعامل !!
خذ هذا المثال : كلهم يدافعون عن “عبد الباري عطوان” وهو متهم بالبعثية والعمالة لصدام ، لكنه – عبد الباري – يقول عن أسامة : الشيخ أسامة !! فويلٌ لك ولأبيك وحلت عليكما اللعنة إن قلتما في عبدا لباري عطوان بنت شفةٍ من غيبة !! لأنه قال : الشيخ أسامة !!
وعبد الباري يحقد على أهل هذه البلاد حقد بقية القوميين العرب الذين أحرقت أكبادهم “عقدة النفط” ..لكنه قال : الشيخ أسامة !! فأنت ومالك حينها لعبد الباري !!
مثال آخر : لا تستغرب إن سمعت بخارجي يعف عن نظرة محرمة لامرأة أجنبية ، لكنه يقتل طفلها الصغير في حجرها !!
لا أدل من ذلك أنهم عقوا والديهم ، وعصوا من أمر الرسول صاحبه بـ ” ففيهما فجاهد ” ، وساروا بعدها ليقتلوا أنفساً معصومة كـ “وجدان ” !!
ألم أحدثكم كيف يكون الدين أحد المقتنيات ؟!!
إن زعزعة دعوة أبينا ابراهيم ” رب اجعل هذا بلداً آمنا” أمر لا يقبله مسلم ، ولا حتى نزيه من أي ملة !!
يقول العلم سفر الحوالي : وأمن هذه البلاد أمن للحاج والمعتمر !!
وأمن للدعوة أيضاً ، والأمن مطلب دعوي ..لكن النفسية الخارجية لا يشابهها في النغاصة أحد !!
والنفس الخارجية لا تعرف ولا تفقه مبدأ اسمه ” ثبات المبدأ وسعة المعاملة ” !!
فصلاح الدين الأيوبي – مثلا – هادن الصليبيين بداية أمره !!
وقبله محمد عليه الصلاة والسلام يهادن يهود ،ويصالح قريشا ، وينصرف عن ثقيف ، ويستميل غطفان بالعطاء ، في أساليب شتى بها من سعة التعامل ، وتقدير الظرف ، وسعة الاحاطة ، وفقه المرحلة ، مايجعل أمثال هؤلاء – ممن جعل الولاء والبراء في أسامة وليس في رب أسامة – لا يفقهها !!
وللمعلومية فقد شك بعض الخوارج بكفر الرسول عليه الصلاة والسلام ..لا تستغربوا !!
وكان احد التكفيريين في أفغانستان يكفر نفسه يوميا ،ويستحم وينطق بالشهادتين !!
إن ما يحدث في بلادنا لا يفرح إلا أهل المعتقدات المشبوهة !!
وسأضرب مثالاً من منتدى الساخر : هناك كاتب في هذا المنتدى .. من دعاة تحرير المرأة ..بل طالب بالنمط الأوروبي عوضاً عن النمط الإسلامي ..ويشتم العلماء ليل نهار ..ويطالب بإغلاق هيئات الأمر بالمعروف ..ويتهم القضاة كلهم بالفساد !! لكنه مع المجاهدين – زعم وزعموا – !!
لماذا ؟!!
لأن في قلبه حقد على الدعوة السلفية ، ويعلم بأن هذه الاظطرابات مسمار نعش للدعوة السلفية !! وملة الباطل واحدة !!
وإلا كيف يجتمع لبرالي خبيث ، مع من يدعي الجهاد ؟!! إنها معادلة” الكفة الباطلية” عندما تتراكم فوق بعضها !!
في علم الإجتماع هناك ” العقل الجمعي” وهو ما يفرضه عليك السلوك الجمعي للجماعة من سلوك وتصرف ، في تشقيقات سخيفه سنها علماء الغرب بعد ذلك .. وهنا يوجد “العقل النتي ” فهذا العقل يفرض على الكتاب نمطية معينة حتى لو لم يكونوا يؤمنوا بها !!
فتجد الجميع يرى بأنه مالم يلعن “بن سعود” – وأنا لا يهمني غيره – فهو نمطي ،وروتيني ، وحرفه غير مغري بالقراءة !!
سبحان الله !!
أين وصية محمد عليه الصلاة والسلام بلزوم الجماعة ؟!! وأين ذلك التشديد بعدم الخروج على الولاة ما أقاموا الصلاة ؟!! وأين استحلال محمد عليه الصلاة والسلام دم من أراد خرق بيعه ؟!!
كلها تذهب في عقل الخارجي هباءً منثوراً .. لأن دينه ليس استسلاماً للنص ..بل تملكاً له ..يجعله يشذب النص كيف شاء ليكون وفقاً لعقليته العاصفة !!
ولذلك فالخوارج في التاريخ كثيروا التناسل فكرياً !! فهؤلاء تتناسل منهم هذه الطائفه ،وأولائك تتمرد عليهم تلك الطائفة ، ومن ثم يكفروا بعضهم بعضاً !!
إن الجهاد فريضة باقية حتى قيام الساعة ، لكنه – أي الجهاد – في موطنه هنااااااك في ” الثغور” !! والحمد لله في زماننا صارت الثغور أكثر من هموم القلب !!
فدونكم ثغر العراق والذي يستع لكل بنادقكم ، وهاهي الشيشان تنتظر دماءكم ، وأفغانستان تناديكم !!
لكنه الوصف النبوي : يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان !!
فالخارجي ورغماً عنه ، ونتيجة للعصف الذهني الذي يجعله يتهارش حتى يقتل مسلما ً ،وإلم يفلح قتل نفسه ، لكي لا يفرح “بن سعود” بالقبض عليه !!
نسأل الله العافية ، ونعوذ بالله من الشماتة ، وهم بنونا بغوا علينا !!
بقي أن أشير إلى أن التاريخ حدثني وأنا أقرأ منه :أن الخوارج يظهرون في الثغور دائماً !!
وعلة ذلك فيما ازعم مايلي : –
1/ قلة العلم ..فالمجاهد عادة يكون حظه من العلم قليل ، ولذا فعلى المجاهد الصادق ألا يفتئت على الأمة بفتاويه ، وأن يكتفي – كما اكتفى خطاب وأبو الوليد رحمهما الله تعالى – بكونه مجاهداً لا مفتياً ومنظراً لأمة !!
2/ توفر الشجاعة ،الحاملة على حمل الروح على راحة اليد ،والزج بها في مهاوي الردى . وقد انتصر ثمانون خارجيا على جيش لبني أمية يقدر بألفين!! وطردت غزالة -وهي امرأة- الحجاج من قصره !!
3/ جيشان العاطفة ..والتي تغلب الاستسلام للدليل ..والتقيد بتقدير السنن الكونية في التدرج والابتلاء !!
تجتمع هذه الأمور كلها فتعصف في ذهن الخارجي ، ثم تقول : هاؤم فجروا مبنى الأمن العام ولك الجنة !!
لا يزال المرء في فسحة من دينه مالم يسفك دماً حراماً ..فأين يذهبون ؟!!
ثم مالفائدة من كل ذلك؟!!
سبقنا اهل مصر وسوريا والجزائر وعادوا لنقطة الصفر بعد ذلك !!
إن النظام لو انهار فستعود الثارات القبلية والنزعات العرقية ، ونصبح شذر مذر يشمت بنا أعداء الله ،ومن كنا نظنهم معنا !!
ووالله لو أن عملية الخبر تسببت في خصم 100 ريال من مرتبات المتعاطفين معها ، لقالوا بإعادة النظر وتقدير المصلحة ،وترتيب الأولوية ، وسائر تشقيقاتهم !!فكيف والثمن ” أمن ” لو انفلت لعادت جاهليات وثارات الله أعلم بها !!
فكلنا يسمع من والده أنه شهد أناساً يقولون : صبحنا القبيلة الفلانية وأخذناهم !! – صبحنا أي غزونا – !!
إن زوال صدام وهو طاغبة قد أخلف انفلاتا فكيف بزوال دولة ما قام مثلها على عقيدة صحيحة منذ قرون !!فحتى الدولة العثمانية وبالرغم من عسكريتها الجهادية ،إلا أنها كانت صوفية مغرقة في التصوف والشركيات!!
وهذا لا يعني -كما يفهم الجاميون – أننا كأيام عمر بن الخطاب !!لكن الإصلاح يكون بالتبصير وليس بالتفجير !!
ولذا كان شرط محمد عليه الصلاة والسلام ضيقاً جداً في الخروج على الولاة !!
ما هو شرط أبي القاسم عليه الصلاة والسلام ؟!!
1/ أن نرى كفراً بواحاً 2/ عندنا عليه من الله برهان .3/ زاد العلماء تحقق القدرة على الخروج !!
والقدرة مهمة في الخروج ..فهؤلاء أهل “حماة” خرجوا على الكافر “حافظ الأسد ” لكن النتائج : 1/ مقتل عشرات الألوف في صبيحة واحدة 2/ انتهاك أعراض صالحة ،حتى أن رسالة سربت من أحد سجون سوريا لإحدى الأخوات تطالب فقط بمنحهن حبوب منع الحمل !!!3/ زج بالآلاف في سجون مظلمة ما زالوا في أقبيتها منذ 25سنة !!
بعض الأعراب صاحب حكمة ..شاهد أحد الأعراب سيدنا الحسين متجها إلى الكوفة ،فسأله: ما جاء بك يابن رسول الله فداك نفسي وولدي ؟!!
فأجابه الحسين بخبر مبايعة أهل العراق له !!
فقال الأعرابي : يابن رسول الله القلوب معك ، والسيوف مع بني أمية !!
فراحت مثلاً لمن عقل !!
أحد السلف رأى بقاءه 40سنة تحت حكم ظالم ولا أن يبقى ليلة بلا حاكم !!
وكلنا رأى العراق بعد صدام الطاغية ،فكيف دولتنا وهي بحمد الله لا زالت بخير ، وإصلاح أخطائها يكون بأقل من هذا ؟!!
أيها الاخوة والأخوات .. لا أدل على أهمية الجماعة من أن الصحابة بايعوا أبا بكر يوم وفاة حبيبهم عليه الصلاة والسلام ،مع أنها أعظم مصيبة حلت في التاريخ !!
وليت شعري ما بال أقوام يشمتون بوطنهم ،ويفرحون باختلال أمنهم ؟!! أين عقولهم ؟!! أهكذا تفعل العاطفة بالعقل ؟!!
ليتخيل كل هؤلاء أن ابنه أو نفسه ماتت في أحد هذه العمليات ؟!!
ليتخيل ولتتخيل كل واحد وواحدة أن ابنه بترت قدميه وصار يؤكل ويشرب أمامه في هذه العمليات ؟!!
يا قوم إني لكم ناصح ..فلا تستبدلوا نعمة الله كفراً !! وهذه البلاد ليست لابن سعود فقط يا من أعماك حقد المال والجاه عن التبصر !! هذه لنا جميعا !! حرز دعوة ..ورفاهية عيش ..ومئرز إيمان ..آآه يا بلادي ..تلعب بك أيد وعقول ..وأهل الوسط لا حول لهم ولا قوة !!
فبين جامي يرى أننا كحالنا أيام أبي بكر وعمر ، وعلماني يرى أننا متشددون متنطعون ، وخوارج يروننا كفاراً مرتدين ..وأهل العلم الشرعي لا بواكي لفقههم !!
وختاماً فأنا أتحدث تحديداً عمن فجر بمبنى الأمن العام !! أما “أسامة” ومن هم في أفغانستان فلا أعرف عنهم شيئاً بخصوص تبنيهم زعزعة دعوة إبراهيم عليه السلام في بلادنا ،وعندي من الذنوب ما يكفي ليحرجني أمام ربي !! فإن كانوا على الحق فلساني قد برء من أعراضهم ..وإن كان على باطل فالله أعلم بعباده مني .
لكنني لا أجد غضاضة في وصف من فجر بمبني الأمن العام بــ “الخوارج” بل إن الشيخ الفوزان يصفهم بالقرامطة لأن الخوارج أعف منهم في القِتلة !! فالخارجي يقتل وجهاً لوجه ، أما من قتل شبابنا في الأمن العام فقد اختار الغيلة وسيلة غدره !!
Archived By: Crazy SEO .
0 التعليقات
إرسال تعليق